تحليل المتدربين والسّياقات (السياق الخاص بالمقرر)

ما الذي يعرفه المتدربون مسبقاً؟

خلال مرحلة تحليل المتدرب يمتحن خبير التدريب المتدربين كمجموعة، وتُدعى هذه الخطوة أحياناً تحليل جمهور المتدرّبين، وفي هذه الخطوة يمتحن المدرّب المختص معرفة وقدرات المتدرب الحالية، ما الذي يعرفه المتدربون مسبقاً، أو ما الذي لديهم القدرة على إنجازه؟
يستخدم خبير التدريب المعلومات الناتجة من تحليل المتدربين ليقوم بإنشاء مادة تدريبية أو برنامج تدريبي يلائم احتياجات المتدربين الحقيقية، وفي حال عدم مواكبتك لعملية تحليل المتدربين، فسيكون عليك القيام ببعض الإفتراضات حول قدرات المتدربين الحالية، وأحياناً وعندما تكون مألوفاً لجمهورك، يمكنك القيام بالتخمين، ولكن يمكن أن تقود بعض هذه الافتراضات لمفاجآتٍ غير متوقعة عندما تطلق مشروع التدريب.

كيف تجري عملية تحليل الجمهور؟

تخيّل بأنّ مصمماً ما يقوم بإنشاء دورة تدريبية لسائقي تسليم الرزم الجدد في صناعة تسليم الشحن، فيقضي خبير التدريب أسابيع في تصميم وتطوير الوحدة التدريبية والتي تغطي المواضيع التالية:

  • كيفية تجميع الرزم من الزبائن.
  • كيفية تكديس الرزم في الشاحنات.
  • الصيغ أو الأشكال التي يمكن استخدامها.
  • كيفية تأمين خدمات للزبائن.
  • كيفية التعامل مع الرزم غير المُسلّمة.

الآن تخيل بأن الدورة قد بدأت، وفي اليوم الأول منها سأل قسمٌ كبير من الجمهور: "متى نتعلم كيفية قيادة شاحنة التسليم؟" في هذا المثال، لم يحلل المصمم قدرات المتدربين، وافترض بأن كل المتدربين يمتلكون رُخص كسائقين تجاريين، ولكون هذه الفرضية خاطئة، فإن المقرر يهمل بدوره قضية تعلم أساسيّة، وبالتالي يحتاج المقرر لإعادة تصميم ليناسب إجراءات التوظيف الخاصة بالشركة.

أبق المتدربين مشتركين في السياق:

إنّك ترغب بمقرّر يتحدى المتدربين ولا يقوم بإرباكهم، فإن لم تأخذ وقتاً كافياً في دراسة المتدربين وبيئتهم، فإنك قد تبتكر مقرّراً مضجرا بالنسبة لهم لكونه يتحدث عن الأساسيات، وقد تبتكر مقرّرا صعبا جداً بالنسبة لمجموعة من المتدربين، وذلك لأنه قد يفترض بأنّ المتدربين يعرفون أكثر ممّا يعرفونه في الحقيقة، فليس من الضرورة فقط معرفة ماهية المادّة التي ستقوم بتدريبها، ولكن أيضاً ما يحتاج المتدربين لتعلّمه.




>