في حال احتاجت شركتك لتدريب فوري، فإنّه من المغري تجاوز مرحلة تحليل حاجات التدريب والبدء فقط بكتابة مواد التدريب، فبهذه الطريقة ستوفر من وقت الإنتاج، ولكن هل يمكنك في الواقع توفير المال؟ الكثير من الشركات تتصارع مع هذا السؤال، وذلك لرغبتهم في اتخاذ القرارات السليمة.
سنحاول النظر إلى مرحلة التحليل في "ADDIE" من وجهة نظر العالم الحقيقي، سنقوم بعرض المخاطر العامة والفوائد أثناء قيامك بإنقاص أو ربما حذف مرحلة التحليل، ولا يمكننا اتخاذ هذه القرارات بالنيابة عنك، ولكنه يمكننا مساعدتك في أن تسأل أسئلة ذكية تقودك للاختيار السّليم من اجل مشروعك وشركتك.
في حال كنت تفكر في إنقاص تحليل الاحتياجات التدريبية الخاصة بمشروعك، ستجد هنا بعض الأسئلة التي ستساعدك في تخمين مستوى المخاطرة:
تخدم مرحلة التحليل في "ADDIE" كعملية تخطيط رسمية وضمانة للنوعية، فهي تحدد أهداف المشروع مستخدمة لغة التصميم التدريبي، وتحاول أن تضمن أن المقرر سيلبي حاجات الشركة والمتدربين معاً، فإذا لم تجر تحليل حاجات فستزيد بذلك من مخاطر المشروع.
وبطرق عدة، يشبه مشروع التدريب مشروع تطوير برنامج برمجي، فإذا كنت تقود مشروع برمجيات، فيمكنك البدء بالمشروع وذلك بالطلب من المهندسين بتحليل حاجات المشروع وتخطيط البرنامج، ويمكنك أيضاً البدء بالطلب من المبرمجين كتابة الكود، وفي حال قيامهم بكتابة الرمز دون خطة معينة وهدف واضح، فإنّهم عرضة لإنتاج برنامج تطبيقي لا يقوم بتطبيق المتوجب منه، فقد يحتوي الرمز أيضاً على الكثير من العلل التي لا يمكن اكتشافها إلا في نهايات مرحلة التطوير أو بعد إطلاق المشروع.
في صناعة البرمجيات، تقول معايير تطبيق الجودة أن تخطيط الـ QA ومراجعة النشاطات تُنتج (10:1) عشر عائد الاستثمار. إن منع حصول العلل من خلال التخطيط أقل تكلفة من إصلاحها سطراً ـ سطراً ضمن الرمز، وينطبق المبدأ ذاته على مشاريع التدريـب، ففي حال تمكنك من تحديد الافتراضات المغلوطة خلال مرحلة التقييم، فسيكون أسهل واقل كلفة من تصحيحها، وانتظرت حتى تدوين مواد المقرر التدريبي فسيكون الرجوع خلفا لإجراء التعديلات مكلفاً جداً.
أحياناً يكون على شركة ما الاختيار ما بين تنفيذ مشروع تدريبي (الوقت) وما بين الحصول على مشروع تدريبي جيد (نوعيّة)، تجد هنا بعض أسباب اتخاذ الشركات لاختياراتها:
أسباب لاختيار الوقت | أسباب لاختيار النوعية |
---|---|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
على الرغم من قيام عدة شركات في توفير الوقت وذلك بتجاوز مرحلة تحليل الحاجات، فقد لا يتمكنون من توفير الوقت عموماً، فالأسئلة غير المجابة في مرحلة التحليل ستعمل على إيقاف كل من عمليتي التصميم والتطوير بشكل كامل.
ستجدُ هنا بعض المخاطر التي ستواجه شركتك في حال قمت بإنقاص أو تجاوز خطوات مرحلة تحليل الحاجات التدريبية:
في حال تجاوزك لهذه الخطوة | هذه بعض المخاطر الممكنة |
---|---|
خطوة الاكتشاف |
|
خطوة أهداف العمل |
|
خطوة تحليل المتدربين |
|
خطوة التحليل التدريبي |
|
خطوة الأهداف التدريبية |
|
هذه هي المخاطر التي تواجهها الشركات بشكل عام، يستطيع مختصو التدريب تقديم النصائح للشركات حول المخاطر الممكنة.
تخيل أن شركة مستحضرات طبية قامت بابتكار برنامج تدريبي لمدراء الحسابات الجدد لديها، وبسبب ضيق الوقت، قررت الشركة بعدم إنجاز مرحلة تحليل الاحتياجات التدريبية، فقام المصمم التدريبي بكتابة المقرر بناء على الافتراض الذي يقول بأن الموظفون الجدد لديهم خبرة مسبقة في هذه الصناعة.
وبالتالي لم يشـرح المقرر مصطلحات هذه الصناعة وشروطها، وبالرغم ان إدارة الشركة اختارت توظيف مدراء حسابات متمرسين ولكنهم لا يمتلكون الخبرة في صناعة المستحضرات الطبية، وعندما تكتشف الشركة المشكلة، فيجب على مختص التدريب إعادة تصميم التدريب في المستوى الذي يناسب المتدربين لديها.
على الرغم من قيام الشركة بتوفير بعضاً من الوقت والمال بتجاوز مرحلة التحليل، ولكنهم خسروا المال لأن البرنامج احتاج للعمل عليه مجددا ليلائم حاجات المتدربين، وهكذا، ستواجه الشركة قيوداً وقتية للحصول على التصميم الجديد قبل موعد الإطلاق.